• شارك برأيك
    english

    ذوو الإعاقة .. آمال ضائعة ورغبات لا تبصر النور

     

    الثالث من ديسمبر يومٌ أقرته الأمم المتحدة للأشخاص ذوي الإعاقة الذين كان قدرهم أن يقضوا أعمارهم رهائن للإعاقة أياً كانت حركية أو سمعية أو بصرية، هذه المناسبة الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة عام 1992 بهدف تعميق الفهم بقضايا ذوي الإعاقة ودمجهم في كافة مجالات الحياة، لاسيما والتاريخ يسجل في صفحاته المضيئة إنجازات عظيمة لأشخاص قيدت الإعاقة أجسادهم، لكن عقولهم وقلوبهم ممتلئة بالطموح والعزيمة، إلى أن جسدوا لنا نماذج مذهلة تفخر بها الإنسانية.

    ذوو الإعاقة قلوب تتألم وأرواح متعبة، آمال ضائعة ورغبات لا تبصر النور، في هذه المناسبة كان لا بد لنا في مؤسسة "الحياة" لتنمية الأسرة من كلمة إيماناً منا بقضايا ذوي الإعاقة كونها قضية إنسانية بالدرجة الأولى، ولأننا نُعايش آلام الكثيرين منهم، ولا ندخر جهداً في دعم طموحاتهم وآمالهم.

     وإذا ما تحدثنا عن ذوي الإعاقة في فلسطين عموماً وفي غزة خصوصاً التي عصفت بها حروب أربعة قاسية، وحصار مطبق منذ 15 سنة يلتهم كل فرص النجاة، فإننا نتحدث عن أعداد مهولة من ذوي الإعاقة، حيث بلغ عددهم 48 ألف شخص في غزة، 20% منهم من الأطفال، وأكثر من 9911 لديهم إعاقة نتيجة الحروب، منهم 6650 شخص يعاني من إعاقات حركية، ولسوء الواقع فإن نسبة البطالة في صفوفهم تصل إلى 37%.

    قصص الألم كثيرة لمن فقدوا أغلى ما يملكوا بفعل قذائف المحتل وباتوا في قوائم ذوي الإعاقة، في غمضة عين تُبتر ساق طفل في عمر الورد في اللحظة التي يُهدم أيضاً بيته بالكامل، قصص غالبها خارج نطاق استيعاب العقل البشري.

    في غزة يغرق المواطن العادي بأزمات ترهق كاهله نتيجة الواقع المأساوي، فما بالكم بواقع ذوي الإعاقة التي تتضاعف معاناتهم اليومية، فحين نتحدث عن تبعات أزمة انقطاع الكهرباء فهذا يعني زيادة الضغوط على ذوي الإعاقة الذين يعتمدون على أجهزة كهربائية، وحسب ما وثقته مراكز حقوقية يعيش ما لا يقل عن 2000 شخص من ذوي الإعاقات الجسدية تحت تهديد الإصابة بقُرح الفراش أو قرح الضغط بسبب العجز عن نفخ الفرشات الهوائية، كما يواجه 1200 فرد منهم قيودًا على حركتهم بسبب عجزهم عن شحن بطاريات العربات الكهربائية والأجهزة المشابهة، فيما يتعرض نحو 5150 شخصًا يعانون من مشاكل تنفسية مزمنة لخطر الإصابة بمضاعفات، بما فيها الوفاة، بسبب توقف أجهزة الأكسجين وأجهزة التبخير.

    في الثالث من ديسمبر من كل عام تتجدد آلام ذوي الإعاقة التي يروونها ويعرفها العالم الذي بالكاد يمنحهم حقوقهم، إننا في مؤسسة "الحياة" نطالب الجهات المختصة أن تساند ذوي الإعاقة، وتمنحهم حقوقهم في مجال الخدمات الصحية وخدمات التأهيل والرعاية والتعليم والتشغيل، فضلاً عن حقوقهم في مجال الترفيه والرياضة والمشاركة في الحياة الثقافية للمجتمع.

    كما نناشد المؤسسات الدولية بأن تولي أهمية للأشخاص ذوي الإعاقة وألا يقتصر التضامن معهم بشعارات وبيانات موسمية، فهم أولى من يستحق دعماً مادياً ومعنوياً.

     

    جمعية الحياة لتنمية الأسرة

    3 ديسمبر 2021