نصف المسنين الفلسطينيين فقراء وثلثهم بدون خدمات اجتماعية
عشية اليوم العالمي للمسنين الذي يصاف الاثنين الموافق 01/10/2007، استعرض الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أوضاع المسنين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن تحسنا ملحوظا طرأ في مختلف جوانب الحياة كالمستوى الصحي والمعيشي منذ بداية العقد الماضي مما انعكس بالإيجاب على أفراد المجتمع.ويشير الدكتور لؤي شبانة رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن هذا التحسن أدى إلى ارتفاع معدلات البقاء على قيد الحياة إلى نحو 5-6 سنوات خلال العقد ونصف العقد الماضيين، حيث ارتفع من نحو 67.0 سنة لكل من الذكور والإناث عام 1992 إلى 71.8 سنة للذكور و 73.3 سنة للإناث لعام 2006، وقد أدى ارتفاع معدل توقع البقاء على قيد الحياة عند الولادة إلى ارتفاع أعداد كبار السن في الأراضي الفلسطينية.وأوضحت الإحصاءات الرسمية أن تغيرات هيكلية طرأت على بنية الأسرة الفلسطينية، حيث زادت نسبة الأسر المكونة من فرد واحد فقط من 2.8% عام 1995 إلى 3.5% عام 2006، وشهدت نسبة الأسر المركبة تراجعاً ملموساً خلال العقد الماضي لصالح الأسر النووية وصل إلى 34% حيث بلغت نسبة الأسر المركبة 18.4% عام 2007 بعد أن كانت 27.8% عام 1995.وتشير الإحصاءات إلى أن المستقبل سوف يشهد نسبة غير قليلة من المسنين الذي لا يعيشون في أسر مركبة مع أبنائهم وبناتهم بل سيقيمون لوحدهم، وهذا بطبيعة الحال سيفرض على السلطة التنفيذية والتشريعية تحديات جديدة في تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية واستحداث القوانين والتشريعات الناظمة لهذه الظاهرة في إطار التطور المجتمعي في الضفة الغربية وقطاع غزة 464 مليون مسن في العالم عام 2007وتظهر مؤشرات الإحصاءات الديمغرافية اختلال شكل الهرم السكاني في بعض دول العالم، وذلك بتضخم قمة الهرم السكاني ووسطه، ( فئة كبار السن والشباب) سنة بعد سنة.ووصل الأمر في بعض الدول المتقدمة إلى درجة انقلاب الهرم السكاني بسبب تزايد عدد كبار السن وقلة المواليد، وارتفاع العمر المتوقع عند الولادة نتيجة للتطور المستمر والمتزايد في الخدمات الصحية، بالإضافة إلى الاهتمام المتزايد بفئة كبار السن بشكل خاص. وعند إلقاء نظرة سريعة على حجم فئة كبار السن في العالم نجد انه قد بلغ 464 مليون مسن (الأفراد 65 سنة فأكثر) في عام 2007.ثبات نسبة كبار السن في الأراضي الفلسطينيةوحسب التقديرات، يمتاز المجتمع الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية بأنه مجتمع فتي حيث تشكل فئة صغار السن حوالي نصف المجتمع في حين لا تشكل فئة كبار السن أو المسنين سوى نسبة ضئيلة من حجم السكان. وفي منتصف العام 2007، بلغت نسبة كبار السن (الأفراد 65 سنة فاكثر) 3.0% فردا (بواقع 2.5% بين الذكور، و3.4% بين الإناث). ورغم الزيادة المطلقة لأعداد كبار السن في الأراضي الفلسطينية خلال السنوات القادمة إلا انه يتوقع أن تبقى نسبتهم من إجمالي السكان منخفضة، إذ يتوقع أن تبلغ نسبة كبار السن في الأراضي الفلسطينية في عام 2015 حوالي 2.8% فقط من إجمالي سكان الأراضي الفلسطينية بزيادة 20.9% عن العام 2007، في حين يتوقع أن تبلغ نسبتهم 2.9% في العام 2025، بزيادة مقدارها 87.8 % من إجمالي المسنين عام 2007. الأسرة وكبار السنوبلغت نسبة الأسر التي يرأسها رب أسرة مسن حوالي 10.0% من الأسر الفلسطينية. وتشير البيانات إلى أن متوسط حجم الأسر التي يرأسها مسن تكون في العادة صغيرة نسبيا إذ بلغ متوسط حجم الأسرة التي يرأسها مسن في الأراضي الفلسطينية 3.7 فردا مقابل 6.6 فردا للأسر التي يرأسها غير مسن، مع العلم أن متوسط حجم الأسرة الفلسطينية لعام 2006 قد بلغ 6.3 فردا. 9.5% من المسنين يشاركون في القوى العاملةوفي هذه الأثناء، بلغت نسبة مساهمة كبار السن من إجمالي المشاركين في القوى العاملة في الأراضي الفلسطينية حوالي 9.5% عام 2006. وعند توزيع كبار السن حسب الحالة العملية تظهر النتائج أن 7.5% هم أصحاب عمل، و70.5% يعملون لحسابهم و11.0% مستخدمون بأجر، في حين 11.0% أعضاء أسر غير مدفوعي الأجر، ويتضح من ذلك أن معظم كبار السن المشاركين في القوى العاملة يعملون لحسابهم الخاص أو لحساب أسرهم أو مستخدمين بأجر، في حين هناك نسبة بسيطة من كبار السن هم أصحاب عمل.المسنون الأقل تعليماًوعند دراسة الواقع التعليمي لكبار السن فان الإحصائيات تشير إلى أن هناك نسبة عالية منهم أميون، إذ بلغت نسبة كبار السن الذين لـم ينهوا أيـة مرحلة تعليمية 79.1% من مجمل كبار السن (أي ما نسبته 32.1% من مجمل الأفراد 15 سنة فأكثر الذين لم ينهوا أي مرحلة تعليمية).في حين لم تتجاوز نسبة كبار السن الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى في الأراضي الفلسطينية في العام 2006 سوى 3.7%، (أي ما نسبته 1.5% من مجمل الأفراد 15 سنة فأكثر الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى).كما أظهرت بيانات التعليم أن هناك تمايزا واضحا بين الذكور والإناث في التحصيل العلمي، حيث أن نسبة كبار السن الذكور الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى في الأراضي الفلسطينية بلغت 7.0%، مقابل 1.1% من بين الإناث المسنات. أما بالنسبة لمن لم ينهوا أية مرحلة تعليمية، فبلغت النسبة لدى كبار السن الذكور في العام 2006 في الأراضي الفلسطينية 64.2% مقارنة مع 90.3% للإناث.ثلثهم مصابون بأمراض ضغط الدموتشير البيانات إلى أن نسبة الإصابة لكبار السن بالأمراض على النحو التالي: السكري (22.5%)، ضغط الدم (36.9%)، أمراض القلب (11.7%)، القرحة (6.3%)، أمراض المفاصل (18.2%) من مجمل الأفراد 65 سنة فاكثر، مع العلم أن نسبة إصابة الأفراد بالأمراض المزمنة على مستوى الأراضي الفلسطينية قد بلغت للسكري 2.6%، ضغط الدم 3.3%، أمراض القلب 1.2%، القرحة 1.0%، أمراض المفاصل 2.1%.وبلغت نسبة كبار السن الذين لا يعانون من أي مرض 33.2% مع فروق واضحة ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ بلغت 32.5% و34.8% على التوالي، وفروق واضحة حسب الجنس إذ تبدو صحة كبار السن الذكور افضل منها للإناث كبار السن. الإعاقة الحركية أكثر انتشارا بين المسنينوعند دراسة نمط الإعاقة بين كبار السن أظهرت بيانات عام 2006 أن نسبة المعاقين من كبار السن بلغت 17.7% من مجمل كبار السن، مع عدم وجود فروق واضحة ما بين الذكور والإناث إذ بلغت للذكور 17.9% مقابل 17.7% للإناث.و بلغت نسبة الإعاقة في الأراضي الفلسطينية 2.5% وذلك من مجمل السكان. وعند دراسة أنواع الإعاقة كانت الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية اكثر أنواع الإعاقات انتشارا لدى كبار السن إذ بلغت على التوالي 44.3%، 23.1%، و15.8%، بينما بلغت نسبة الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية للسكان في الأراضي الفلسطينية بشكل عام 47.5% و27.2% و15.2%. أكثر من نصف المسنين فقراءويرتبط الفقر في المجتمعات النامية على مستوى الأسر مع جنس رب الأسرة، إذ نلاحظ ارتفاع نسب الفقر بين الأسر التي ترأسها امرأة مقابل الأسر التي يرأسها ذكر، وعلى مستوى الأفراد هناك علاقة ما بين كبر السن والفقر فترتفع معدلات الفقر للكبار مقارنة بالشباب.وتشير البيانات إلى أن نسبة الفقر بين كبار السن لعام 2006 قد بلغت 55.6% من مجمل كبار السن، وهذه النسبة تشكل 3.2% من مجموع الفقراء في الأراضي الفلسطينية، مع العلم أن نسبة كبار السن في المجتمع لا تتجاوز 3.5% من مجمل السكان، ويلاحظ أن هنالك فروق كبيرة ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة إذ بلغت نسب الفقراء من كبار السن في الضفة الغربية 50.5% في حين بلغت هذه النسبة في قطاع غزة 79.4%.ظروف سكون غير مريحةوتشير النتائج إلى أن 9.0% من كبار السن في الأراضي الفلسطينية يعيشون في مساكن بمفردهم، بواقع 9.8% في الضفة الغربية مقابل7.3% في قطاع غزة. وبينت النتائج أن 18.9% من كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو مع أفراد أسرهم الآخرين يرون أن ظروف سكنهم غير مناسبة وغير مريحة، وأفاد 12.1% من هؤلاء إلى أن ضيق المكان هو السبب وراء عدم ارتياحهم في المساكن التي يقطنونها.ثلثهم لا يحصل على أي خدمات اجتماعيةوأفاد 31.7% من كبار السن في الأراضي الفلسطينية أنهم لا يحصلون على أي خدمات اجتماعية من دور الرعاية الاجتماعية أو الأندية الخاصة بهم أو التأمين الصحي وغيرها من الخدمات، بواقع 34.8% في الضفة الغربية و25.1% في قطاع غزة. وطالب حوالي 70.0% من بين الذين لا يتوفر لديهم خدمات بضرورة توفير التأمين الصحي المجاني كأولوية أولى لهم.أكثر من نصفهم يشاهدون التلفاز يومياوتشير نتائج المسح إلى أن 47.1% من المسنين لا يقرؤون الجرائد أو المجلات إطلاقا، بواقع 44.1% في الضفة الغربية و54.7% في قطاع غزة، بينما أفاد 57.8% من المسنين انهم يشاهدون التلفاز يوميا و34.1% يستمعون إلى الراديو بشكل يومي.