فلسطيني أصم.. يطوِّر هوايته ليعيل أسرته

عندما تراه وهو يرسم بأنامله أجمل لوحات تعكس ما في بيئته الصحراوية من مظاهر، قد لا تصدق أن هذا الشاب لا يسمع ولا يتكلم.

شريف رضوان الشاب الفلسطيني -ابن التاسعة عشر- استطاع أن يحقق شعاره "لا إعاقة مع الإبداع"، وأن يكسر حاجز الخوف الذي كان يحول بينه وبين آفاق رحبة، لم يكن يعلم بوجودها من قبل.

فقد كان سجين منطقة سكنه البدوية في قطاع غزة، لا يعلم شيئًا عما يدور حوله.. بل ويجهل كذلك لغة التخاطب الخاصة بالصم والبكم.

ومما زاد من هذه العزلة أن أحد إخوته الثلاثة المصابين بالصمم، قتل بنيران القوات الإسرائيلية، بعد أن أصدرت أوامر بعدم التجوال لكنه لم يسمع أو يعرف بتلك الأوامر، هذا الحادث جعله يعيش هواجس؛ خشية أن يلقى نفس مصير شقيقه، مما جعله منكمشًا على نفسه يخشى حتى مجرد الخروج للشارع!

وظل رضوان هكذا حتى أذن الله له بفجر جديد أشرق، بعد أن ساعده أحد معارف الأسرة في الانضمام لجمعية تهتم بالصم وبمواهبهم، وتعمل على تنميتها وتوفير فرص عمل، وخاصة للمبدعين منهم.

غير أن المشكلة الأولى التي واجهته هناك هي عدم معرفته بلغة الإشارة، مما أوجد صعوبة لدى مستشاري الجمعية في التواصل معه، خاصةً أنه لم يذهب للمدرسة.

وفي الجمعية استطاع رضوان التغلب على هذه المشكلة بتعلمه للغة الإشارة، وتطوير قدراته في فن الرسم حتى أنتج ألبومًا تحمل كل ورقة من وريقاته قصة إبداع تصور كل ركن من أركانها تفاصيل الحياة البدوية بأصالة فنية قوية.

ورغم أن عالم الرسم لم يكن في البداية يمثل له سوى هواية تعلمها بمجهوده الشخصي، فقد استطاع أن يطور موهبته لتصبح مهنةً يتعايش منها ويعيل بها أسرته أيضًا.

ومع هذه الحياة الجديدة ألقى رضوان وراء ظهره كافة الذكريات القاسية، حيث بات الفن والرسم، همه الأول، الذي يخصص له جل وقته.

ويعبِّر رضوان عن سعادته الكبيرة بما وصل إليه الآن قائلاً: "لم أتخيل يومًا أن أشعر بالسعادة لهذه الدرجة، أشكر الله تعالى أنني وجدت الإحساس بالأمان، واكتسبت العديد من الصداقات، فلم أعد خائفًا كما كنت بالسابق، والجميل أن عائلتي فخورة بي وسعيدة لقدرتي على دعم إخواني وأخواتي".