فلسطيني يتحدى الإعاقة.. ويحترف لعبة قتالية
أول معاق في العالم العربي يمارس الننشاكو (لعبة قتالية)، حصل على الحزام الأسود في الننشاكو وصار مدربا فيها، وأحرز ميداليات ذهبية وفضية في بطولات السباحة العربية. ربما لا تكون هذه النجاحات غير عادية لكثرة من استطاعوا تحويلها إلى واقع، لكنها قد تكون ملفتة للأنظار عندما يكون صاحبها شابا بترت إحدى ساقيه.
"مجدي التتر" ابن السابعة والعشرين هو صاحب تلك الإنجازات، التي لم يحققها إلا بعد أن فقد قدمه عندما كان في الرابعة عشرة من عمره إثر حادث سير عام 1990 بترت فيها ساقه مما سبب له إعاقة دائمة، لكن ذلك لم يمنعه من أن يتفوق على الكثير من الأصحاء في عدة مجالات، وعلى رأسها الرياضة وألعاب القوى.
وعن قصته في تحدي الإعاقة تحدث مجدي التتر لصفحة الأمل بموقع mbc.net بثغرٍ تملؤه الإرادة قائلا: "كنت طفلا أعشق كرة القدم والرياضة والجري، وبعد إعاقتي لم أمكث في البيت أنظر للعالم"، مشيرا إلى أنه بدأ مشواره الرياضي بعد عامين من الإصابة.
فقد كان مشاركا في أحد المخيمات الصيفية يشاهد فيلما وثائقيا عن رياضة الكاراتيه والكونغ فو، وفور عودته للمنزل حاول تقليد الحركات التي شاهدها وذلك بمساعدة أخيه وبعد ذلك بفترة اشترك في أحد النوادي التدريبية.
خلال تواجده بالنادي اختار لعبة قتالية أخرى وهي 'الننشاكو' حيث وجدها أقرب لنفسه. والننشاكو لعبة قتالية يستخدم فيها اللاعب عصوين تربطهما سلسلة حديدية للدفاع عن النفس.
وعن لقائه وانطباعه الأول بمدربه في لعبة الننشاكو يقول التتر: "لقد استقبلني بحفاوة وتشجيع.. ولم ينظر لي كمعاق غير قادر على المشي"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن مدربه كان يعتقد أنه لن يستمر طويلا، ولكن بعد فترة وجيزة من التدريب انقلبت نظرته رأسا على عقب.
وخلال مشواره في تلك اللعبة حصل التتر على الحزام الأسود وشهادة مدرب بالدرجتين الثانية والثالثة ليعمل حاليا مدربا في أحد الأندية الرياضية.
ميداليات ذهبيةوحول اختياره تلك الرياضة التي تتسم بالصعوبة الشديدة يوضح: 'لعبة الننشاكو تميز خاص في المجتمع، وخاصة عندما يكون اللاعب معاقا. وأيضا تلك اللعبة تغرس الثقة بالنفس وتحتاج إلى فن ولياقة بدنية عالية وقوة جسمية".
"ومما زاد من إصراري على لعب تلك الرياضة" -يواصل التتر- "عندما علمت أني أول معاق في الوطن العربي يمارس هذه الرياضة في الوطن العربي لأصبح من أبرز المحترفين في العالم".
وفيما يتعلق بالمعوقات التي تواجهه في ممارسة واحتراف الننشانكو يقول التتر: "صراحة.. حاليا لا أواجه أي صعوبات وعقبات، وأمارس حياتي العادية بكل أريحية، واستطعت أن أتفوق على قرناء من الأصحاء في كثير من الأصعدة".
ولم يقتصر التتر على ممارسة رياضة الننشاكو فقط، بل احترف السباحة والغطس وحصل على عدة ميداليات فيها، فقد فاز بالمركز الأول سباحة لمعاقين عام 1997 – 1998، وشارك عام 2000 في بطولة بين أربع دول عربية؛ فلسطين الأردن العراق لبنان حصل فيها على ميداليتين فضية وميدالية ذهبية.
وعام 2004 حصل على المركز الأول في سباق 1000 متر، وحصل على المركز الأول 1500م للمعاقين وللأسوياء حصل على المركز الرابع، كما أنه يمارس رياضة الغوص، ويلقب في فلسطين بـ"مصارع الأمواج".
وللتتر مهارات أخرى تثير الدهشة، مثل المشي على الزجاج والمسامير والنوم عليها وتحمل تكسير العديد من الحجارة على صدره، كما أن لديه مهارة لعب "العقلة" والتي يوجد في أطرافها سكاكين حادة، وأحيانا يوجد على أطرافها نيران مشتعلة، وتلك الألعاب تحتاج إلى دقة ومهارة عاليتين فأي خطأ فيها قد يكلفه حياته.