ركن المرأة في نابلس..نساء ينسجن الأمل بالألوان
حاجة ملحة
تقول رفيف ملحس عضو لجنة شؤون المرأة، إن إنشاء لجنة شؤون المرأة جاءت كحاجة ملحة تتلمس فيها حاجات نساء محافظة نابلس، وتأخذ اللجنة على عاتقها الاهتمام بالإعمال النسائية وتحويلها إلى مشاريع نسوية ناجحة تستفيد منها في إعالة أسرهن، وتسعى اللجنة الوصول إليهن حتى يتم دعمهن من خلال برامج تحقق حاجتهن لتحسين أوضاعهن الاقتصادية، فنساءنا أصبحن معيلات لأسرهن نتيجة الفقدان والاستشهاد.وتضيف ملحس أن قضية الظروف الاقتصادية الصعبة كانت كفيلة بأن تضع المشروع أمام عقبة كبيرة وهي التسويق فرغم وجود المنتجات وإتقانها وحجمها، ولكن التسويق يشكل هم كبير للمرأة الفلسطينية رغم تدريبها على كيفية تسويق منتجاتها ولكننا نعيش في ظروف جعلت الأفراد يعيشون ضمن زاوية الحاجات الأساسية ولا يتم التطرق فيها إلى الكماليات.وتقول ملحس أن اللجنة تسعى إلى تسويق المنتجات دوليا، ونحن الآن في صدد إقامة ركن المرأة بإنشاء محل خاص بهن يتم فيع عرض دائم لمنتجاتهن وبيعها، والمشروع الآن تعمل به 50 امرأة من مدينة نابلس وتستفدن منه كمصدر رزق دائم.
مصدر رزق
وبدورها، تقول سميرة دويكات أم لأربعة أطفال ومستفيدة من المشروع، أن عملها في التطريز بدا مع بداية الانتفاضة وبسبب الوضع والظروف السياسة والحصار، توقف عمل زوجها في البناء ومنع من العمل في إسرائيل، وأصبحت الأسرة في وضع لا يرثى لها، خاصة انه لم يستطع إيجاد عمل بديل، قائلة "والآن أنا اعمل بالتطريز اليدوي سعيا في إيجاد دخل آخر للأسرة، ولكن الإقبال على شراء المنتجات ضئيلة فاجني اقل من 200 شيكل بالشهر وهذا يسبب مشكلة أخرى".وتقول أم عمر الحنبلي من خلة العمود في مدينة نابلس وهي تلبس الثوب الفلسطيني بعزة وفخر، مشيرة في حديثها " أنا بحب التطريز من صغري وما بلبس إلا الثوب الفلسطيني ومن التطريز وسهر الليالي قدرت اعلم أولادي وأكبرهم".فأم عمر لديها 6 أبناء، أربعة انهوا تعليمهم الجامعي وما زالت تعاون زوجها في دخل الأسرة، فكما تقول أم عمر" زوجي كان خياط ودخله ممتاز فأكثر من 400 دينار بالشهر كان يدخل على الأسرة ولكن الظروف وإغلاق المحلات ومشاغل الخياطة كانت لنا بالمرصاد فهناك أيام مرت على الأسرة لم نستطع فيها تلبية احتياجاتنا ولوازمنا".وتقول "عندما سمعت أن هناك لجان نسوية ترعى وتقيم معارض لنتمكن من عرض أشغالنا اليدوية، بادرت بالمشاركة وامتهنتها لمساعدة أسرتي وزوجي على الحياة وتلبية احتياجات أبنائي، ولكن مشكلتنا هي بالعرض والطلب فهناك عرض كبير للمطرزات ولكن الطلب عليها يقل كل يوم عن الآخر".وتشير الحنبلي أن المعرض جاء فرصة لنا لعرض منتجاتنا، واثبات للذات بان نساء فلسطين يستطعن الاستمرار بالعطاء، وتمسك منا بتراثنا وتراث أجدادنا وحفاظا على هويتنا التي لطالما تقوم إسرائيل بطمسها وأنسابها لها.
تسويق عربي
أما ام محمد البسطامي تجلس بالقرب من منتجاتها النحاسية لتعكس بريق عملها على الزائرين، تحدثهم عن كيفية صنع أعمالها الفنية وكيفية إتقانها للعمل، لتنقش أحلامها وآلامها على الخشب وتشكل من الرمال أدوات للزينة.وتوضح أم محمد البسطامي كيفية عملها وأنها بدأت مع لجنة المرأة بالتدرب على تطويع النحاس في عملها لتصنع منه أشكالا فنية، وتقول "إن هوايتي اليوم أصبح مهنة فبعد دورات عدة تعلمت فيها تطويع النحاس والحفر على الخشب ورش الرمل على الزجاج، بدأت فعليا بامتهان هوايتي لتحسين الوضع المعيشي لأسرتي، ولكن ما نواجهه هو تكاليف عملنا، فالنحاس والتطريز يحتاج إلى أدوات ومواد خام جميعها مكلفة وهذا يعيق من إنتاجنا بسبب عدم وجود دخل كافي من بيع منتجاتنا".وتتمنى أم محمد أن تكون هذه بداية لعرض منتجاتها عربيا ودوليا، وإيصال فن نساء فلسطين وأشغالهن إلى العالم، ونقل صورة الوضع الذي تعيشه المرأة وتفانيها لوطنها وعملها من اجل توفير حياة كرمية لأبنائها.