مشروع التغذية المدرسية..قصة نجاح اخرى للمرأة القلسطينية
استفادة كبيرة
تقول نداء الشامي السكرتيرة التنفيذية في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية في مدينة نابلس "لإنسان أون لاين"، أن مشروع التغذية المدرسية جاء ليكون منفذا في توفير لقمة العيش للنساء اللواتي يعانين من ظروف اقتصادية صعبة، وهدفا آخر في تغذية أطفال المدارس وتوزيع فطور يومهم مجانا.فالمشروع قائم على أساس توزيع السلل الغذائية لكل امرأة بعد 8 أيام من العمل في صنع المعجنات، وتحتوي السلة على 207 كيلو طحين و8 كيلو سكر و2 كيلو ملح و10 كيلو زيت و20 كيلو من البقوليات، أي ما قيمته 700 شيكل (2534 دولار). وتضيف الشامي، أن المستفيدات في مدينة نابلس 74 سيدة وفتاة قادرات على العمل تتراوح أعمارهن بين 20 -50 عاما، يقمن بإنتاج المعجنات بعد توفير المواد الخام والمعدات والآلات اللازمة لهن لصنعها بعد توزيعهن على 4 مجموعات يعملن أيام معينة في الأسبوع، فكل واحدة تعمل مدة يوم واحد في الأسبوع وبعد عمل 8 أيام تمنح كل امرأة سلة غذائية لتامين احتياجات أسرتها غذائيا وتموينها والاستفادة من السلة في بيعها وتوفير دخل مادي بنفس الوقت.
النشأة والهدف
وانطلق المشروع في بداية شهر كانون الأول عام 2007 وشارك بتمويله والإشراف عليه مؤسسة الشرق الأدنى والمؤسسة العالمية للتغذية ووزارة التربية والتعليم، والمشروع يضم محافظات الوطن منها نابلس وجنين والخليل وطوباس وقلقيلية.وتشير الشامي، إن المشروع جاء نتيجة للوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني بكافة أفراده، فما نمر به ينعكس سلبا على النساء والأطفال ويؤثر على صحتهن ونفسيتهن، فمشروع التغذية المدرسية لا يستهدف فقط تشغيل النساء وتوفير مصدر رزق لهن بل يعمل على توفير غذاء دائم لطلبة المدارس خاصة في المناطق الفقيرة من مدينة نابلس كبلدتها القديمة ومخيماتها وغيرها من المناطق، وهذا يخفف بالطبع على الأسرة ويوفر غذاء صحي وأساسي للأطفال، فهو مشروع متكامل بمختلف جوانبه، فمردود المشروع ليس مادي لكافة الأطراف القائمة عليه بقدر ما هو مردود إنساني وغذائي.
احتياج وأمل
تصف سمية إحدى المشاركات المشروع شكرها العميق على إقامته خاصة في تحسين وضعها المعيشي لأسرتها وأطفالها، وتقول " زوجي شهيد وأنا المعيلة الوحيدة للأسرة خاصة في تناقص المساعدات الخيرية للأسرة، وأطفالي ما زالوا صغار أكبرهم 14 عاما، ولا ارغب في إخراجهم من المدرسة لتامين مصروف البيت، فعملت مع المشروع واستفيد من المواد التموينية التي احصل عليها مقابل عملي، بذلك استطيع توفير الغذاء الأساسي للمنزل واستفيد من بيع نص الكمية للتجار في توفير الاحتياجات الأخرى".أما شادية فهي فتاة تبلغ من العمر 25 عاما، من أسرة فقيرة ووالدها عاطل عن العمل وكبير بالسن وتحاول جاهدة من اجل المساعدة في مصروف الأسرة من خلال عملها في المشروع وتوفير المواد الأساسية للبيت، وبنفس الوقت تتعلمها كصنعة دائمة لها في المستقبل خاصة بعد انقطاعها عن الدراسة الجامعية بسبب وضعها المعيشي الصعب.
تطلعات مستقبلية
وتأمل السكرتيرة التنفيذية لاتحاد لجان المرأة الفلسطينية في نابلس، الاستمرار بالمشروع حتى يتسنى للنساء تمكين أنفسهن وتوفير مصدر رزق لهن ولأسرهن، والاستمرار في العيش حياة كريمة دون التخلي عن أولويات تشكيل أسرة صحية وطبيعية من اجل توفير لقمة العيش، فالحاجة في فلسطين تؤدي في كثير من الأحيان انقطاع الأولاد عن الدراسة وهذا يخلق جو اسري مفكك ويؤثر على البيئة النفسية والاجتماعية على الأمهات وأفراد الأسرة.كما وتشير، أن انتهاء المشروع يعين بداية لمشروع آخر للجنة المرأة الفلسطينية، فبعد انتهاء هذا المشروع بإمكان الجمعية أو اللجنة المستضيفة للمشروع امتلاك المعدات والآلات التي تم استخدامها وبناء مشروعها الخاص مما يعمل على تشغيل أيدي نسوية جديدة أو الاستمرار بتوظيف النساء اللواتي عملن مع المشروع منذ البداية.وعلى الصعيد نفسهن تقول الشامي أن إنشاء مشروع خاص يعني فتح مجالات أخرى للقيام ببرامج خيرية يقوم بها الاتحاد في إيجاد تمويل ذاتي، فالاتحاد يقوم حاليا بإعداد مركز للانترنت يستهدف طلاب الجامعات والمدارس للاستفادة من الانترنت وأيضا إعداد دروس تقوية للمناهج التعليمية للطلاب، والقيام بالندوات التثقيفية والتوعوية للنساء حول مفهوم الجندر والعنف ضد النساء والاتصال والتواصل.