تربية النحل..مشروع تنموي للقضاء على الفقر والبطالة
بداية الفكرة
وفي هذا السياق يقول عبد الله الرجوب رئيس جمعية مناحل الشفاء التعاونية في بلدة دورا غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية لإنسان أون لاين: أن بداية الفكرة ولدت عندما منعت إسرائيل الفلسطينيين من العمل في مناطق فلسطين المحتلة عام 1948 وحتى التنقل والعمل في الضفة الغربية بحرية، الأمر الذي دفع الكثير ممن تقطعت بهم سبل العيش إلى البحث من مصادر رزق لهم ولأسرهم، فتوجه معظم الناس إلى إنشاء المشاريع الصغيرة وخاصة الزراعية منها وتربية الحيوانات والطيور، وكان توجهنا نحن نحو تربية النحل لإنتاج العسل, حيث كنت أنا وعدد من أصدقائي نملك خلية أو خليتين من النحل من أجل الاستهلاك المنزلي فراودتنا فكرة تجميع هذه الخلايا وتشكيل نواه لمشروع تربية النحل فهو من المشاريع الناجحة والمدرة للدخل ،موضحا أنه وعلى الرغم من الخبرة المتواضعة في البداية فقد تتالى النجاح في جهودنا وقررنا في سنة 2000 إلى إنشاء الجمعية التي تضم 190 مساهما وتملك الآن أكثر من 1000 خلية.
تجربة ناجحة
ويتابع الرجوب حديثه عن هذه التجربة بالقول أنه كان لفكرة تربية النحل الجماعي فوائد كثيرة تمثلت في توحيد الجهود لتصبح أقل لأن من يخدم واحدة من الخلايا كمن يخدم مائة،وتوحيد الخبرات ،وزيادة الإنتاج والاستمرارية في التقدم ،فقد كان يقوم على رعاية المشروع في بدايته شخصان لديهم الخبرة الكافية وكانوا يتقاضون أجرهم من نسبة الإنتاج, الأمر الذي دفعهم إلى رعاية المشروع بصورة مثلى من أجل زيادة الإنتاج،وهكذا زاد عدد الخلايا وقلت نسبة الموت وزاد الإنتاج الذي يصل متوسطه إلى 20 كيلوغرام للخلية الواحدة وهكذا فإن نسبة الإنتاج السنوي لدينا تصل إلى حوالي 20 طنا،وقد أصبح عدد العاملين في الجمعية 12 شخصا .
معوقات
ويضيف رئيس جمعية مناحل الشفاء أنه وعلى الرغم من مناخ فلسطين يعتبر من المناخات المناسبة لتربية النحل حيث تتنوع فيه الأماكن والتضاريس فإن هناك معوقات تقف أمام تطور المشروع تتمثل في الحواجز التي يضعها الاحتلال والتي تعيق عملية نقل الخلايا من المناطق الباردة شتاء إلى المناطق الدافئة في منطقة أريحا في والأغوار "الجفتلك" وهو ما يساعد على استمرار النحل في نشاطه وإنتاجه، ويتابع حديثه إلى أن الجدار الفاصل قد أخذ أكثر من 12% من المراعي الخصبة والمناسبة جداً لتربية النحل وهي المناطق الغربية والساحلية في الضفة الغربية. وأضاف الرجوب إلى أن الاستيطان هو الآخر قد ساهم بشكل كبير في تقليص نسبة الأراضي الصالحة لنشر الخلايا فقد كان لدينا قبل عام 2000 مناطق أوسع صالحة للرعي ،ولكن وبسبب إنشاء المزيد من المستوطنات ومصادرة المزيد من الأراضي أدى إلى تقليص مساحات الأراضي.وأشار إلى وجود ظاهرة المناطق الخاضعة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية والتي يفتقد بها إلى الأمن الأمر الذي أدى إلى سرقة عدد كبير من الخلايا أو إتلافها من قبل المستوطنين ،إضافة إلى إغراق الأسواق بإنتاج المستوطنات من العسل غير الصالح للاستهلاك المحلي ولا تنطبق علية المعايير الصحية للاستهلاك الآدمي .ويضيف الرجوب إلى أن وفدا يمثل جمعيته قد شارك في مؤتمر اتحاد النحالين العرب الرابع والذي عقد في دمشق إضافة إلى المشاركة في نفس المؤتمر الخامس والذي عقد في العاصمة الليبية طرابلس.ويوضح إلى أن الجمعية ساهمت في إعطاء دورات لتربية النحل ضمن جمعيات زراعية خيرية. وذكر الرجوب إلى أنهم في الجمعية يتطلعون إلى تطويرها لتصبح قادرة على زيادة عدد الخلايا والانتقال إلى إنتاج محطة تنتج الملكات المحسنة حيث أننا نشتري هذه الملكات