تجارة السلع المستخدمة.. مصدر رزق لمئات الأسر في الخليل
مصادر هذه البضائع
يتحدث تجار هذه البضائع عن أن مصدر الحصول على هذه البضاعة هو من مناطق فلسطين المحتلة عام 1948م حيث يتم شراء هذه البضائع من الأغنياء سواء أكانوا يهوداً أو عرباً ويرغبون في بيع متاعهم القديم من الأثاث أو الأجهزة الكهربائية والملابس، وبعد ذلك يتم شحنها إلى أسواق خاصة في الضفة الغربية حيث تعتبر قرية بيت عوا الواقعة جنوبي غرب الخليل وقرية حلحول من أشهر المناطق التي فيها أسواق دائمة لبيع البضائع المستهلكة.
نوعية الزبائن
أما زبائن هذه البضائع فهم على الغالب من المواطنين الفقراء الذين لا يستطيعون شراء الملابس والأثاث الجديد.ويقول المواطن عبد الرحمن قفيشة أنه يذهب لشراء هذه البضائع لرخص ثمنها وعدم قدرته الحصول عليها جديدة بسبب ارتفاع ثمنها، ويضيف: "أنه وفي ظل الارتفاع الحاد في الأسعار فإن الإقبال على البضائع المستهلكة من قبل الناس في تزايد مستمر خاصة من قبل الموظفين وطبقة العمال".أسعد قلالوة طالب من جنين يدرس في جامعة بوليتكنك فلسطين ويقيم في سكنات طلاب الجامعة في مدينة الخليل يقول أنه قد اعتاد هو وزملاؤه على شراء الأثاث ولوازم أخرى من أسواق البضائع المستهلكة بسب رخص ثمنها وعدم قرة غالبية الطلبة شراء هذه المستلزمات جديدة بسبب غلاء الأسعار،وأضاف أن ما يغري الطلبة لشراء هذه البضائع هو الاستغناء عنها في حالة أكمل الطالب دراسته ورجع إلى قريته.
العاملون فيها و دوافع العمل
ويعمل في هذا القطاع أولئك الذين تقطعت بهم سبل الكسب وتعطلت أعمالهم بسب الظروف الأمنية والسياسية التي تمر بها المنطقة ،حيث يمنع آلاف العمال الفلسطينيين من الدخول للعمل في فلسطين المحتلة عام 1948م الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن مصادر رزق بديلة للعيش بكرامة، وتأمين لقمة العيش لأسرهم التي أصبحت دون مصدر دخل.رائد مسالمة أحد تجار هذه البضائع يقول أن سلطات الاحتلال قد منعته من الذهاب للعمل إلى داخل الخط الأخضر بسبب الوضع الأمني الجديد الأمر الذي اضطره إلى العمل في الاتجار بالبضائع المستعملة ،حيث يقوم بشراء هذه البضائع من تجار يقومون على جلبها من داخل الخط الأخضر إلى أسواق الضفة الغربية ويقوم بشرائها بالجملة ليبيعها في أسواق مخصصة لها تقام في مناطق الضفة الغربية مثل سوق الجمعة في الخليل وسوق السبت في بيت لحم.
أنواع البضائع الموجودة
وأغلب البضائع المعروضة للبيع في هذه الأسواق هي من الملابس والأحذية والأثاث والأدوات الكهربائية مثل المكانس الكهربائية والتلفزيونات وأجهزة الهواتف ،والألعاب والتحف ،وتمتاز هذه البضائع بوجود نوعيات وماركات جيدة ومناسبة وكما أن سعرها في الغالب مقبول ويمثل (10-30)% من سعرها الحقيقي،ويؤكد محمد سلامه أنه وعلى مدار شهر من الزمان تابع السوق وما فيه من بضائع واستطاع تأثيث بيته الجديد حيث أنه يستعد للزواج فأشترى أثاثاً كاملاً وكذلك أغلب الأدوات الكهربائية من ثلاجة وتلفاز وغسالة ومكنسة كهربائية ومكوى وبعض المستلزمات الأخرى مقابل مبلغ وقدره (7000) شيكل بينما يؤكد انه لم يكفيه مبلغ (30000) شيكل لو اشترى نفس الأغراض جديدة وغير مستعملة ،وأكد أن ما اشتراه مناسباً خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة .