لنكفلهم عاطفيًا أولا !!
لم يأ ِ ت يوم اليتيم على المحاصرين هنا ليشعل في قلوب أيتامهم الحسرة على آبا ء توفاهم الله بمرض أو شهادة
ٍ بنيران الإحتلال فحسب، بل ليذكر الضمير الإنساني بواجبه تجاه أيتام يشتاقون لضمة حنان ُ حرموا منها إما برحي ل أحد الأبوين أو كليهما م ً عا.. يوم اليتيم في غزة النازفة والمحترقة شو قا يتميز بكثرة أعداد مساكينها؛ فالمحتاجون للعطف والحب حدود لهم، لاسيما وأن أغلب المؤسسات التي ترعى اليتيم يكون شغلها الشاغل إشباع رغباته المادية
وتأمين احتياجاته اليومية من مأكل ومشرب وملبس، فتتناسى بذلك الجانب الأهم في الرعاية وهو العاطفي
والنفسي والاجتماعي.. لا أحد يموت من الجوع" لكن الحرمان العاطفي يُخلف كوارث نفسية قد تجعل اليتيم يسلك در َ ب الانحراف، ظ ً نامنه أن ذلك يمنحه الحضن الدافئ الذي يفتقده في بيته ولا يراه من مؤسسته التي ينتمي إليها ماديًا لا
معنويًا..!! وعلى أهمية وحساسية التطرق لمعالجة قضايا الأيتام بشك ٍ ل عام فإن خطورتها في قطاع غزة المحاصر والمنكوب، تكمن في بيوت ومدارس ومساجد الأيتام المدمرة، ما يعني أن الجرح والحرمان يُلاحق بعضهم أينما ذهبوا .. حسر ٌ ة ما بعدها حسرة أن يأتي بعض الأيتام ليدرس في كرفانة لا تقيه ح ّ ر الشمس ولا برد الشتاء، وأن يغادر إلى بيته بعد يوم دراسي مثقل بالوجع ليجد خيم ً ة تنتظره فارغ ً ة منه أمه التي خرجت لتبحث في جمعيات الأيتام عن
كفالة تقيها هي وأيتامها شر
سؤال الناس..!!
هي مأساة مضاعفة بالنسبة لبعض أيتام غزة الذين تأثروا بالحرب الإسرائيلية المباشرة تأثيرا أساس ً يا بفقدانهم ليس فقط رب العائلة بل البيت والمدرسة؛ ففقدوا بذلك كل مصادر السعادة.. غير أن الغريب والأليم ألا نجد إحصائي ً ة تُوضح واقع الأيتام في فلسطين وخصوصا غزة الجريحة بشك ٍ لتفصيل ٍ ي ودقيق، وهذه مسئولية وأمانة أخلاقية ملقاة على عاتق جمعيات الطفولة في أن تباشر بدراس ٍ ة توضيحية لحياة الأيتام النفسية والاجتماعية والاقتصادية لاسيما في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة وانعدام عملية الإعمار بل وتعثرها حتى الآن وهو ما يحول دون عيشهم لأدنى الحقوق الطبيعية والأساسية......
مطلوب وبالأرقام أعداد الأيتام الذين فقدوا كلا الأبوين، وأعداد من فقدوا واحد منهم، وأعداد من فقدوا منهم بيوتهم، وأعداد من فقدوا مدارسهم، وأعداد من فقدوا أصدقاءهم، بل وربما نكتشف أن هناك أيتا ً ما قد ارتقوا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي وقعت قبل عام...
مطلو ٌ ب تقييم حقيقي للقضية الإنسانية لأيتامنا، فنحن نتعامل مع إنسا ٍ ن يتيم هو الآن صغير لكنه سيكبر، ولهذا يجب أن نبنيه من الداخل بشك لسليم، هي مهم ٌ ة لا تقل عن الجهاد في سبيل الله، فهيا نكفل أيتامنا ونؤمن لهم السعادة والهناء والرخاء، كفالة نريدها معنوية وعاطفية قبل أن تكون مادية، هيا نبتسم لهم من أعماق قلوبنا ، بسمة من أجل حياة كريم ٍ ة لهم، لا من أجل
شفقة عليهم..__