في غزة..عام دراسي جديد والمدارس المدمرة على حالها
توجه صباح اليوم أكثر من 250 ألف طالب وطالبة إلى مقاعدهم الدراسية في قطاع غزة حيث ستستقبلهم نحو 383 مدرسة حكومية منتشرة في كافة أرجاء القطاع .ويتزامن العام الدراسي مع شهر رمضان حيث تتزايد الاحتياجات ومتطلبات الموسمين في ظل فقر مدقع تحياه الأسر الغزية .
دمار المدارسومع بدء هذا العام تطفو إشكالية المدارس التي مازال الدمار يلفها جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، والتي استهدفت العديد من المدارس بالقصف المدفعي والجوى، مما أدى إلى تدميرها بشكل كلى ، مما دفع وزارة التربية والتعليم ووكالة تشغيل اللاجئين لدمج مدارس بأخرى أو العمل ضمن نظام الفترات المتتابعة كحل مبدئي للمشكلة أملا منهما في أن إعادة الاعمار مرحلة قادمة لا محالة . وفي هذا السياق طالبت وكالات تابعة للأمم المتحدة ، إسرائيل برفع الحصار المفروض على قطاع غزة وتيسير دخول مواد البناء لإعادة اعمار مدارس القطاع التي دمرت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.وقال فيليب لازاريني منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال مؤتمر صحافي عقده مع 25 مؤسسة غير حكومية: "إن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة تنادي بصوت واحد من اجل اتخاذ خطوات فورية لإنهاء الحصار".وأضاف لازاريني خلال مؤتمر الصحافي عقد على أنقاض المدرسة الأميركية التي دمرت كلياً خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة "ندعو إسرائيل إلى العمل بشكل عاجل للسماح بدخول مواد البناء ولوازم المدارس". وتابع: "تعرضت 18 مدرسة لتدمير كامل وأصيب ما لا يقل عن 280 مدرسة بإضرار مختلفة ، واليوم قبل بدء السنة الدراسية وبعد أكثر من 7 أشهر على انتهاء الحرب لم تتم إعادة اعمار أي من هذه المدارس أو إعادة تأهيلها"، مضيفاً: "منذ فرض الحصار والطلبة يواجهون نقصا مزمنا في اللوازم التعليمية والكتب والورق والزى المدرسي".وبلغ عدد المدارس المدمرة بشكل كامل 24 مدرسة لم يستصلح منها سوى عشرة فقط .وعانى الطلبة منذ بداية الفصل الثاني من العام الدراسي الماضي من التشتت الدراسي جراء تنقلهم بين مدارس المناطق المحيطة، مما زاد من عبء المصروف اليومي للاهالى الذين يعيشون ضمن الأسر التي تقع تحت خط الفقر في مناطق تصنف على أنها مناطق مهمشة .من جانبه أوضح كريس جانيس، الناطق باسم وكالة الغوث أن الوكالة وضعت خطة إصلاح وبناء بقيمة 371 مليون دولار أميركي ولكن إذا لم يرفع الحصار ويسمح لمواد البناء بالدخول سوف تبقى هذه الخطة على الرف ونحن لن نسمح لهذا أن يحدث لأهل غزة، خصوصاً الأطفال".وأكد أن الحق في التعلم والحصول على التعليم حق أساسي من حقوق الطفل وهو يشغل موضعاً مركزياً فريداً بالنسبة لقدرة كل الأطفال على تحقيق طاقاتهم الكامنة، وبالتالي تحقيق طاقات مجتمعاتهم وبلدانهم. وفي ظروف النزاع والاحتلال المطول، توفر المدارس الآمنة أيضاً وسيلة لا تضاهى لاستعادة الحس بطبيعة الأمور والأمل للأطفال وعائلاتهم. وعلى الرغم من المصاعب الاستثنائية التي تتراكم في وجه الأطفال الفلسطينيين، يظل الذهاب إلى المدرسة والحصول على التعليم الأولوية الوحيدة والأكثر أهمية بالنسبة لهم. وأكد إن استمرار فرض الحصار على غزة يهدد هذا الحق الأساسي من حقوق الطفل، كما يهدد بالقضاء على التقدم المبهر الذي تم تحقيقه في حقل التعليم حتى الآن".ودعا جانيس "إسرائيل" لأن تعمل بشكل عاجل على تيسير دخول مواد البناء واللوازم للمدارس في الأسابيع القادمة ، فضمان الوصول إلى التعليم يعد واجباً على كافة الحكومات، و أولوية في الاتفاقيات المختلفة بدءاً من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإلى اتفاقية حقوق الطفل .
أوضاع صعبةويجلس الطالب محمد حسن الذي انتقل للمرحلة الإعدادية على أنقاض منزله المدمر شمال غزة ، وهو يستذكر العام الدراسي الماضي الذي شكل نقطة تحول في حياته ، حيث كتبه المدرسية وزيه المدرسي لا زالت تحت الأنقاض ولم يتمكن من البحث عنها عقب انهيار خمسة طوابق بشكل كلي .ويخشى الطالب أن يكون العام الحالي أسوأ من سابقه لاسيما في ظل فقدانهم للمنزل وسكنهم بالإيجار ، ولم يتمكن من شراء الزي المدرسي .وينعكس حال الطالب حسن على آلاف الطلبة الذين اكتفوا بالذهاب إلى المدارس بالملابس القديمة التي كانت بحوزتهم ، حيث لم يتمكنوا من شراء جميع الاحتياجات الخاصة بالعام الدراسي .وقد أكدت وزارة التربية والتعليم العالي أنها أنهت كافة استعداداتها لبدء العام الدراسي الجديد 2009 ، وبينت أن نحو 250 ألف طالب وطالبة من مدراس الحكومة توجهوا صباح اليوم إلى مقاعد الدراسة ،حيث ستستقبلهم 383 مدرسة حكومية منتشرة في كافة محافظات قطاع غزة ، كما سيتوجه أكثر من 200 ألف طالب وطالبة إلى مدارس وكالة الغوث والتشغيل اللاجئين ( الأنروا ) بالإضافة إلى توجه طلبة رياض الأطفال الخاصة التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم العالي .وبينت الوزارة أنها انتهت من تجهيز كشوفات التنقلات اللوائية والداخلية للمعلمين ، حيث سيتوجه نحو 11 ألف معلم ومعلمة إلى مدارسهم ، مؤكدة معالجة كافة الإشكالات المتعلقة بحاجات المديريات للمعلمين ، حيث قامت بسد العجز القائم من خلال معلمي "العقود الخاصة" الذين أعلن عنهم قبل أيام ، ومن خلال عودة 2000 معلم من المستنكفين .وأشارت الوزارة إلى أنها ستعلن خلال الأسبوع القادم أسماء 300 معلم ومعلمة جديد من قوائم 2009 والذين خضعوا لامتحان تحريري ومقابلة شخصية، موضحة أن لا علاقة لهذه الدفعة بالمعلمين المساندين ، وهي أسماء يتم الإعلان عنها سنويا بدل الحاجة الطبيعية للمعلمين بالتنسيق مع الوزارة في رام الله .وأكدت الوزارة أنها انتهت من تحضير المدارس لاستقبال الطلبة من حيث صيانتها وتزويدها بالأثاث واستكمال كافة احتياجاتها ، كما تم توفير الكتب وتوزيعها على المديريات ومن ثم إلى المدارس ، وبينت الوزارة أن توفر الكتب هذا العام أفضل من العام الماضي وأن نسبة العجز أقل بكثير ، وسيتم استخدام الكتب القديمة بدل العجز مؤقتا لحين توفر الكتب الجديدة .وأوضحت الوزارة أنها انتهت من عقد امتحان الإكمال ( الدور الثاني ) للطلبة الذين رسبوا في مادة أو مادتين، حيث سيتمكن الناجحون من الانتقال إلى مستويات متقدمة في مدارسهم .وقالت الوزارة أن دوام الموظفين الإداريين في المديريات الست في رمضان سيبدأ الساعة السابعة والنصف صباحا وينتهي الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر .وأبرقت وزارة التربية والتعليم العالي بتهانيها للكادر التعليمي في فلسطين وللإداريين والطلبة وأولياء أمورهم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وبداية العام الدراسي الجديد ، متمنية دوام النجاح والتوفيق لكافة الطلبة.